
فنانة راقية، ومذيعة مثقفة، تعشق القراءة والكتابة.. استطاعت بموهبتها الفريدة أن تترك رصيدًا فنيًا مميزًا،هى الفنانة القديرة “لبنى عبدالعزيز”، والتى كشفت فى حوار خاص لـ”العربية.نت”، عن سبب ابتعادها عن السينما لنحو 11 عامًا وشروط عودتها، بالاضافة لأسباب اعتذارها عن رئاسة مهرجان السينما العربية.
كما تحدثت عن مفهومها عن السينما وذكرياتها مع تاريخها الفني ورؤيتها لنوعية الأعمال الفنية التى تقدم على الساحة الفنية حاليًا.. والكثير من التفاصيل الأخرى.
الفنانة لبنى عبد العزيز ولدت في ا أغسطس عام 1935 بالقاهرة تلقت تعليمها في مدرسة سانت ماري للبنات ثم أكملت تعليمها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أكملت رسالة الماجستير في التمثيل في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس .
بدأيتها الفنية
كانت بدأيتها الفنية من خلال بوابة الإذاعة وهي في عمر العاشرة عندما زارهم صديق والدها عبد الحميد يونس، وكان مدير البرامج الأوربية أدهشته طريقة كلامها وتلقائيتها في الحديث فقام بترشيحها للأشتراك في ركن الأطفال ونجحت لبني وتوطدت علاقتها بالإذاعة حيث أسند لها تقديم البرنامج بالكامل وهي عمرها ال 14 عاما عشقت لبني المسرح وقدمت على مسرح الجامعة الأمريكية عروضا مسرحية لفتت بها الأنظار .
سافرت لبنى في منحة دراسية لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وحصلت على ماجستير في الفن المسرحي والسيوغرافي وبعد أن انهت دراستها راسلت جريدة الأهرام وأرسلت لهم عدد من التحقيقات التي كانت تكتبها عن أستديوهات هوليود وعندما عادت للقاهرة عملت كمحررة في جريدة الأهرام حيث لعب القدر دوره لتقتحم عالم السينما .
علمت بخبر طلاقها من الصحافة ورفضت حضور جنازة زوجها الثانى هاجمها عبد الحليم بسبب فريد الأطرش مشوار الفنانة لبني عبد العزيز
لبنى عبد العزيز غرام الأسياد
في عام 1957 ذهبت لبنى إلى أستديو الأهرام لعمل تحقيق ومقارنة بين السينما الأمريكية والسينما المصرية وهناك ألتقت بالمخرج صلاح أبو سيف والمنتج رمسيس نجيب عرضوا عليها العمل في السينما فرفضت فتوجه رمسيس نجيب لوالدها يطلب منه ان يترك أبنته تخوض مجال الفن فترك لها الأب الأمر وطلبت مهلة للتفكير لكن طلبها في اليوم التالي عبد الحليم حافظ، ليعرض عليها فيلم الوسادة الخالية فوافقت وبدأ مشوارها الفني الذي لم يتجاوز ال 11 عاما .
تحدثت الفنانة لبني عبد العزيز في حوار صحفي لها أن شعبية فريد الأطرش تراجعت أمام عبد الحليم خصوصا بعد فيلم الوسادة الخالية بعد النجاح الذي حققه أول أفلامي الوسادة الخالية عرض على التمثيل أمام فريد في فيلم رسالة من أمراة مجهولة، وعندما علم عبد الحليم ثار وحاول إقناعي بعدم التمثيل أمام فريد لكني رفضت وقبلت الدور وكان من أنجح الأعمال الفنية التي قدمتها فأنا اعشق فريد الأطرش
حياتها الشخصية
تزوجت الفنانة لبنى عبد العزيز مرتين الزيجة الأولى كانت من المنتج رمسيس نجيب، رغم فارق السن الكبير بينهما والديانة حيث قام بإشهار إسلامه من أجل الزواج منها وبلغ فارق العمر بينهما 20 عاما تزوجته رغما عن أهلها فتح رمسيس نجيب الأبواب أمامها لتصبح لها البطولة المطلقة ووضع أسمها على التتر قبل النجوم فوافق النجوم فقامت بفيلم هذا هو الحب وجاء اسمها قبل يحيي شاهين وفيلم أنا حرة، وجاء أسمها قبل شكري سرحان وفيلم هدي وجاء أسمها قبل عماد حمدي، وفيلم بهية وجاء أسمها قبل رشدي أباظة، الفنانة الوحيدة التي لم تقبل أن يكتب أسمها قبلها هي الفنانة شادية في فيلم لا تذكريني .
تم عقد قرانها على رمسيس نجيب في منزل زوزو حمدي الحكيم وزوجها الصحفي محمد التابعي، سرا وذهب رمسيس لمكتب والدها في جريدة الأهرام وأخبره بالزواج تفهم والدها الموضوع وتولي بنفسه أخبار أسرته لم يستمر الزواج كثيرا حيث كانت الغيرة من جانبه هي سبب الطلاق في عام 1964 قام رمسيس بطلاقها ونشر الخبر في الجرائد وقرءته لبني مثلها مثل الجميع فلم تكن تعلم بأمر طلاقها الإ من الجرائد وظننت انها اشاعة ولم أتنبه الإ بعد أن دق التليفون وكان محامي رمسيس نجيب يخبرني بضرورة قدومي لأخذ ورقة الطلاق كانت تلك الورقة هي التي قتلت الأمل في الرجوع وأنتهت القصة نهاية ماساوية .
تزوجت لبنى للمرة الثانية من الدكتور إسماعيل برادة بعد طلاقها بعام واحد لتعتزل الفن تماما وهاجرت مع زوجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1968 لاسباب سياسية وأنجبت منه أبنتيها وعاشت معه أكثر من 30 عاما قبل أن تقرر الأستقرار مرة أخري في القاهرة عام 1998 ليرحل بعدها الدكتور إسماعيل برادة بعد معاناته من الفشل الكلوي لكنها رفضت حضور الجنازة ولم تذهب حتي لمدفنه مردده مقدرش أشوف التراب بيتحط عليه .
قالت الفنانة لبني عبد العزيز انها قابلت الرئيس السادات في البي الأبيض هي وزوجها وذلك أثناء عشاء لتكريم السادات بعد هجرتها مع زوجه لأمريكا حيث دعا الرئيس الأمريكي جيمي كارتر عدد من المصريين المقيمين بأمريكا لحضور العشاء وقالت لبني أنها أصيبت بصدمه عندما علمت بخبر وفاة السادات وبكت بكاء شديد .
*وماذا عن فيلم “عروس النيل”؟
“عروس النيل” ده فكرتي، ومكتوب على الشاشة ذلك، ودعيني أخبرك بقصته هو أنني رأيت العالم مهووس بتاريخ مصر القديمة ويصنعون أفلاماً عنها؛ إلا مصر وهذا أحزنني، ومن هنا فكرت في تقديم عمل عنها فانطلقت فكرته.
*قدمت الكثير من الأفلام التى ما زالت فى ذاكرة الجمهور والسينما.. أيهم الأقرب لكِ؟
للأسف فيلم لم يره الكثيرون كان بعنوان “هي والرجال” لإحسان عبد القدوس وكان يؤثر بي للغاية، حيث يتناول قصة خادمة تتناوب البيوت التي تعمل بها، ويستعرض حياة الخادمة المحدود، ولكنه أثر في داخلي رغم أنه ليس من الأفلام المشهورة فى مسيرتي.
ظهور مفاجئ
حلت الفنانة لبنى عبد العزيز على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال 43 حيث بكت أثناء مشاركتها تسليمها الجائزة للفنانة سواني روتيرو، عن فيلمها أكيار، وظهرت لبنى بفستان أخضر ووجهت الشكر لجميع الحضور بمهرجان القاهرة السينمائي وقالت متأثرة بشكل كبير النهاردة مبسوطة أني معاكم .
*أود أن أعود لك عن قرارك بعدم خوض تجارب فنية تتناول العنف والقتل وهى حقائق موجودة بالمجتمع؟
بعد الحرب العالمية الثانية قررت السينما الإيطالية اتخاذ المدرسة الواقعية، وتجسيد حياة الفقراء بموضوعات حساسة جدًا بطريقة مُفيدة، ولكن حاليًا تلك الموضوعات تُقدم بطريقة بها انخفاض في التفكير والمستوى الثقافي والنفسي، وعندما أشاهد تلك النوعية من الأفلام، أغلقها بعد 3 دقائق وأحزن.
*هل تشعرين بالندم على قرار سفرك وأن له عامل فى تخليكِ عن الفن؟
لا، ولكني اخترت عائلتي، فزوجي كان يعمل بالولايات المتحدة الأميركية ولم يكن سهل العيش بين هنا وهناك، واتفقنا على أن أشارك بأعمال سينمائية بين الحين والآخر ولكني لم أستطع بعد الزواج والأولاد وأخبرته أنني تنازلت عن ذلك الاتفاق.